كثير منا يخلط بين النفاق و المجاملة ؟هنا الفرق و علاج النفاق
صفحة 1 من اصل 1
كثير منا يخلط بين النفاق و المجاملة ؟هنا الفرق و علاج النفاق
بسم الله الرحمن الرحيم
النفاق بين المجاملة و الوقاحة
1)الحد الفاصل بين النفاق و المجاملة:
لابد أن نضع حد فاصل بين المجاملة والنفاق .حيث يخطئ كثير من الناس بجعل هاتين الكلمتين مترادفتين. حيث اختلط الأمر على كثيرين وصاروا يعدونهما نوعا مختلطا من الكذب والخداع والمغالطة والتضليل . وهناك من يعتبر المجاملة هى قول الكذب . ولفك هذا الاشتباك , نذهب إلى المعجم الوجيز وفيه نجد أن تعريف كلمة " المنافق : من يظهر خلاف ما يبطن . والمنافق : من يخفى الكفر و يظهر الإيمان . والمنافق : من يضمر العداوة ويظهر الصداقة ".و بالبحث عن كلمة مجاملة نجد أن معنى " جامله :عامله بالجميل , وجامله : احسن عشرته , جمله: حسنه وزينه " . فالمجاملة " هي أدب اجتماعي خلقي من أهم صفاته : الصدق والإخلاص والمودة واللباقة والعبارات المهذبة . أما النفاق فهو "وحده الذي يجمع بين الصفات القبيحة كالكذب والخداع والتضليل والغدر والمكر وإظهار المرء للناس من قوله وفعله بعكس ما يبطن .
عدل سابقا من قبل في الإثنين يناير 15, 2007 11:58 pm عدل 2 مرات
a_a_m_h_bعضو نشيط - عدد الرسائل : 249
تاريخ التسجيل : 16/11/2006
النفاق و السنة النبوية المطهرة:
النفاق و السنة النبوية المطهرة
:وعند البدء في الحديث عن النفاق لابد أن نذكر ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بهذا الخصوص , حيث أن النفاق والمنافقين كان لهم حظا وافرا في القران و السنة النبوية المشرفة . و هذا دليل قوى على أهمية معرفة النفاق وأسبابه وكيف يدخل إلى القلب وكيف يفسده حيث انه بفساد القلب يفسد الدين . ففي أسباب دخول النفاق القلب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"أربع يفسدن القلب و ينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر ,استماع اللهو ,و البذاء,و إتيان باب السلطان , و طلب الصيد".أما عن علامة المنافق ,قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"وأما علامة المنافق فأربعة ,فاجر دخله , يخالف لسانه قلبه, و قوله فعله,و سريرته علانيته,فويل للمنافق من النار".أما عن مكمن النفاق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "أربع من كن فيه فهو منافق, وإن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها, من إذا حدث كذب,وإذا وعد أخلف ,وإذا عاهد غدر ,و إذا خاصم فجر".نذكر أيضا ما رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ثلاث من كن فيه فهو منافق: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان، فقال رجل: يا رسول الله، ذهبت اثنتان وبقيت واحدة؟ قال: فإن عليه شعبة من نفاق ما بقي منهن شيء).
ال
a_a_m_h_bعضو نشيط - عدد الرسائل : 249
تاريخ التسجيل : 16/11/2006
القلب كالطفل لابد محاسبته:
القلب كالطفل لابد محاسبته:
إن النفاق يبدأ صغيرا ولكنه يكبر مع الزمن و يزداد خطورته على القلب وفساد الدين و الدنيا وهنا اذكر المثل القائل من شب على شئ شاب عليه .حيث أن الحرص على الدنيا و الجري و راء الشهوات و البعد عن تعاليم الدين و عدم محاسبة النفس عند كل فعل ,يجعل النفاق يتغلغل داخل كل تصرف ويصير الإنسان بلا ضبط نفسي يساعده على الرجوع عند اللزوم.حيث يتوه الإنسان في النهاية عن معرفة حقيقة نفسه و يتوه عنها من كثرة كذبه, و ذلك حيث يكذب الإنسان على الآخرين ثم يصبح هو نفسه أسير كذبته بسبب كبرياؤه و غروره , و أخذ العزة بالإثم فإنه لا يمتلك العقل فحسب , بل انه لا يمتلك الشعور أيضا لهذا الخداع الذاتي .ولذلك لابد أن يحاسب المرء ذاته كل يوم حتى يحمد الله على ما فعل من خير و يستغفره على ما بدر منه من شر.
a_a_m_h_bعضو نشيط - عدد الرسائل : 249
تاريخ التسجيل : 16/11/2006
النفاق مع النفس هو بداية النهاية
النفاق مع النفس هو بداية النهاية:
ا-احذر من التبريرات والكذب حتى و لو بالضحك:
يبدأ النفاق عادة بكثرة تبريرات الإنسان لنفسه ,حيث يبرر لنفسه الإهمال في الواجبات الدينية – حيث يبرر تكاسله عنها بإلقاء الحجج حتى يعذر نفسه . ويعمل هذا مع كل موقف يضيق فيه الخناق عليه حيث يكذب و يخلف وعده و...الخ ويجد لنفسه المبرر "هذه كذبة بيضاء ,أو يحاول إضحاك الناس فيتخذ من الكذب وسيلة لذلك رغم أن رسولنا الكريم حظرنا من التهريج بالكذب حيث قال صلى الله عليه وسلم : " ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك منه القوم فيكذب ويل له ويل له".
إن الإنسان يبدأ بالكذب على الناس فيصبح شيئا فشئ دائم الكذب ,حتى يصدق كذبه وهنا وصل إلى نهاية المطاف حيث انه يكذب على نفسه قبل كذبه على الآخرين .
حيث لا يعلم الإنسان أن بهذا يدخل في زمرة المنافقين.حيث يبدأ في تبرير كذبه و عمله وكل ما يقوم به فينجرف في تيار النفاق .
ب-الخداع هو أصل النفاق:
إن الخداع هو أصل النفاق ,وفى هذا قال الله تعالى في كتابه الكريم :"يخادعون الله و الذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون"(البقرة:9).ومن هنا أكد الله تعالى انهم" وما يشعرون "و لم يقل انهم" وما يعقلون ". فهؤلاء المنافقين مرضى قلوب حيث يقول الله عز وجل : " في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا"(البقرة:10).وفى كتاب الله أيضا عن رب العزة أنه قال :"وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون,ألا انهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون"(البقرة:11-12).
ج-التسويف:
يسوف المنافق الأفعال حيث دائما يؤجل عمل اليوم إلى الغد و بهذا بفقد التسارع على الخير و على مغفرة الله كما أمرنا الله سبحانه و تعالى قائلا "و سارعوا إلى مغفرة من ربكم "(آل عمران:133),"واستبقوا الخيرات"(المائدة:48).
النفاق داخل القلب كالنفق داخل الجبل , حيث يظهر الجبل في هذه الحالة كأنه شامخ و صلب أما في باطنه فهو فارغ على أهبة الانهيار.وهكذا الإنسان المنافق يظهر بمظهر المؤمن القوى و لكن باطنه غير ذلك حيث إن قلبه و روحه أوشكت على الموت.حيث انه بدأ بالكذب و التبرير لكل ما يقصر فيه من عمل و أيضا تسويف ما يجب القيام به دون أن يعلم هل سيعيش حتى يقوم بما سوفه من أمور أم لا.
من الممكن معالجة النفاق مع النفس بالمراقبة و التربية الذاتية و التوكل على الله .
a_a_m_h_bعضو نشيط - عدد الرسائل : 249
تاريخ التسجيل : 16/11/2006
النفاق مع الله
النفاق مع الله
ا-انتظار المديح من الناس:
متى يبدأ الإنسان في النفاق مع الله ؟ يبدأ عندما ينتظر المديح من الناس على أعماله التي من المفروض أنه يتقرب بها إلى الله . فتجده عندما يصلى مع نفسه يصلى بسرعة ودون أدنى خشوع أما عندما يدخل عليه أحد فإنه يبدأ في إضفاء الخشوع و التريث في صلاته. و من الناس من يقدم الصدقات و يتباهى بها . فهو لا يهتم باطلاع البارئ عليه بقدر اهتمامه بشكر الناس,وهم لا يزيدونه شئ و لا يضروه و لا ينفعوه بشيء حتى و لو اجتمعوا على ذلك .
ب-التكاسل عن الطاعات:
وهناك أيضا التكاسل عن الطاعات , حيث يتكاسل المنافق عن صلاة الجماعة أو مراءاة الناس بها كما قال الله تعالى " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس و لا يذكرون الله إلا قليلا " و أيضا في الحديث الشريف" إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء و صلاة الفجر و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبو و لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلى بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار " رواه مسلم.
ج-خلف العهد مع الله:
وما أشد من ذلك هو عدم وفاء المنافق لما عاهد عليه الله ,فعندما يكون في ضيق و حاجة يتقرب إلى الله و يوعده بأنه سيصبح إنسان صالح و أحيانا ينذر نذر لله و عندما تنقضي حاجته فإنه ينسى ما عاهد الله عليه, و في هذا قال الله تعالى :"و إذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه"(يونس:12).
a_a_m_h_bعضو نشيط - عدد الرسائل : 249
تاريخ التسجيل : 16/11/2006
النفاق مع الناس و ماهية النفاق السياسي
النفاق مع الناس و ماهية النفاق السياسي
يظهر الإنسان المنافق في تعاملاته مع الناس خلاف ما يبطن .ومن هنا يظهر أنواع للنفاق مع الناس:
أ-الرياء:
إن الرياء أشد أنواع النفاق خطرا على سلوك الإنسان . حيث يبدأ في إظهار البشاشة و الحب لأخيه ثم يطعنه في ظهره . حيث انه من النفاق أن لا يطابق قول الإنسان الحسن فعله . وهنا قال الله تعالى في كتابه المجيد: "كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"(الصف:3).
ويظهر هذا أيضا في حديث رسولنا الكريم عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي (صلى الله عليه و سلم ) قال : "تجدون شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين,الذي يأتى هؤلاء بوجه , و هؤلاء بوجه."
ب-الغيبة و النميمة:
هي مظهر آخر من مظاهر النفاق مع الناس بل هي أقبح مظاهر النفاق الاجتماعي حيث تنعدم فيه الثقة بين أفراد المجتمع , و ينتشر فيه سوء الظن.وهنا لا يكتفي الإنسان بإخفاء ما يبطن ولكن يظهر ما به من سوء و حقد وكره لآخرين و يقول عن الشخص أشياء كثيرا ما تكون غير صحيحة.
يمكن استئصال النفاق من المجتمع عن طريق النصيحة و الابتعاد و الاعتزال للمنافقين.
وهنا يجب الأخذ في الاعتبار الفرق بين المداهنة "وهى مجاراة أهل الكفر و الفسق في باطلهم و هي محرمة و مذمومة وذلك لان من يتبعها يترك الدين لصلاح دنياه, و المداراة"وهى مداراة أهل الكفر و الفسق اتقاء شرهم أو تأليفا لقلوبهم وهى ربما تكون مستحبة وذلك لأنها بذل الدنيا لصلاح الدين أو الدنيا أو كلاهما معا".
وقد استخدمها رسول الله (صلى الله عليه و سلم)كما في حديث عائشة رضى الله عنها عندما استأذن رجل في الدخول على النبي (صلى الله عليه و سلم) فقال : بئس أخو العشيرة ,فلما جلس تطلق له رسول الله في وجهه , و انبسط له ,فسألته عائشة , فقال : يا عائشة متى عهدتينى فاحشا ؟ أن شر الناس عند الله : من تركه الناس مخافة فحشه. وانتبه أيها القارئ إن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) لم يمدحه بقول , إنما بذل له من دنياه حسن عشرته و الرفق في مكالمته , حيث لم يتناقض قوله فيه فعله, فإن قوله فيه قول حق , و فعله معه حسن عشرة. وهنا قال ابن بطال"حيث ذمه كان لقصد التعريف بحاله و حيث تلقاه بالبشر كان لتأليفه , أو لاتقاء شره ,فما قصد بالحالتين الأنفع للمسلمين و يؤيده أنه لم يصفه في حال لقائه بأنه فاضل و لا صالح".
ج- النفاق السياسي :
انه نوع خطير جدا على البشرية ,حيث تفشى وجود المنافق فى المجتمع فى الآونة الأخيرة . بل أصبح حرفة يمتهنها البعض و يعرف بها دون خجل لدرجة انه أصبح لامعا بها ."و بالطبع دائما ما يجد طريقة الى رجال السلطة و الجاه فهو يتلون مع كل شخص كالحرباء. فهو"لا يثبت على مبدأ,بل يدور حيثما رأى مصلحته العاجلة" و رغم معرفة هؤلاء الرجال بصفته الا أنهم يحتاجونه و لكنهم فى الوقت نفسه يحذرون منه.فلا يأتمنونه على سر , و كيف لهم هذا وهم أعلم بما يفعل و بما يقول من أكاذيب و و مراء حتى يصل الى ما يريد .و الغلاف الذى يختبأ وراءه المنافق هو اما الدبلوماسية , او السياسة , المرونة ,و تسليك الأمور , و تمرير المصالح."
و المصيبة الكبرى هي وجود من يصدقه و بهذا فهو يستطيع التأثير على آراء و تفكير الآخرين من حوله و قد يزعزع ثقتهم فيمن حولهم دون ان يعلموا انه منافق لا يثق فى كلامه. وقد حظرنا منه رسول الله(صلى الله عليه و سلم). فعن عمران بن حصين (رضى الله عنه) مرفوعا : "إن أخوف ما أخاف عليكم بعدى : منافق عليم اللسان". وقال الله تعالى :"و فيكم سماعون لهم" ( التوبة:47).
ولمعالجة النفاق السياسي يكون بالمواجهة و المجاهدة.
ومن المنافقين من لا نستطيع أن نكشفهم , فحتى أيام الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام كان هناك منافقون مختبئون فلم يعرفهم رسولنا الكريم , وهنا قال الله تعالى :" ومن أهل المدينة مردو على النفاق لا تعلمهم" (التوبة:47).فما جاز على سيد البشر من باب أولى أن يكون على كثير من غيره من البشر مهما بلغ علمهم و ذكاؤهم .
a_a_m_h_bعضو نشيط - عدد الرسائل : 249
تاريخ التسجيل : 16/11/2006
هل تخاف على نفسك من النفاق ؟
هل تخاف على نفسك من النفاق ؟
مؤمن إن خفته و منافق إن أمنته.
مؤمن إن خفته و منافق إن أمنته.
يجب علينا أن نخاف على أنفسنا من النفاق , فما بالكم بالصحابة أنفسهم كانوا يخافون على أنفسهم منه متذكرين دائما أن القرآن الكريم ذكر صفات كثيرة منه و نبه على سوء عاقبة المنافق . ذكر في صحيح مسلم عن حنظلة الاسيدى أنه مر بأبي بكر الصديق ( رضى الله عنه) فقال :كيف أنت يا حنظلة , قلت : نافق حنظلة , قال : سبحان الله! ما تقول , قال نكون عند رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يذكرنا بالنار و الجنة حتى كأنا رأى العين , فإذا خرجنا من عند رسول الله(صلى الله عليه و سلم ) عافسنا- اشتغلنا ب- الأزواج و الأولاد و الضيعات, فنسينا كثيرا , فقال أبو بكر : فوا الله إنا لنلقى مثل هذا , فانطلقا إلى رسول الله(صلى الله عليه و سلم) و أخبره حنظلة بحاله, فقال عليه الصلاة و السلام :"و الذي نفسي بيده لو تداومون على ما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة على فرشكم و في طرقكم , و لكن يا حنظلة ساعة و ساعة".
و المقصود أن أمر النفاق شئ و الغفلة و الذهول شئ آخر . حيث يرد هذا التغير على القلب , لكنه أمر عارض يصيب القلب ساعة فيستغفر العبد ربه و ينيب . و من الأمثلة الأخرى للصحابة هو: أبو الدرداء (رضى الله عنه) , حيث أنه كان يتعوذ من النفاق كلما فرغ من التشهد, فقال له أحدهم : ومالك أنت و النفاق ؟ فقال دعك عنا, فوا الله إن الرجل ليقلب عنه دينه في الساعة الواحدة فيخلع منه. و كان الحسن البصري يقول: "ما خافه إلا مؤمن و لا أمنه إلا منافق " أخرجه البخاري.
وفى الحقيقة إن مشكلة الإنسان الرئيسية ,هي انه لا يصارح نفسه بالحقيقة و يعيش دائما في حالة خداع مع نفسه .وذلك لأنه لا يمتلك الشجاعة الكافية لمعارضة ذاته و مواجهتها لتقويمها.فتجده يعيش دوما حالة النفاق و القلق و الاضطراب.
a_a_m_h_bعضو نشيط - عدد الرسائل : 249
تاريخ التسجيل : 16/11/2006
الصراحة هي العلاج الشافي من النفاق
الصراحة هي العلاج الشافي من النفاق
الصراحة هي علاج النفاق ,حيث يجب على الإنسان أن يكون صريح مع نفسه أولا ثم مع الآخرين. حيث يبدأ في محاسبة نفسه على الدوام و أن يطرح على نفسه بعض الأسئلة التي تساعده في تشخيص حالته و إدراكها قبل فوات الأوان ومن هذه الأسئلة :ما هو النفاق ؟ -وهل في نسبة من النفاق أم لا؟-ولابد أن يكون الإنسان حيادي في إجاباته حتى يستطيع أن يعرف مدى حقيقته الشخصية . و الأهم من ذلك انه لابد أن يعرض نفسه على المقاييس القرآنية وأيضا ما ورد بهذا الخصوص من السنة النبوية المشرفة لكي يستطيع من خلالهما أن يسلط الأضواء الكاشفة على نفسه . وهنا سيكون أمامه أن يجيب على أسئلة مثل هل اكذب على نفسي أو على الآخرين؟هل أضحك كثيرا بالأكاذيب ؟ هل إذا وعدت أحدا ,أخلف وعدى؟ هل عندما أعاهد الله شيئا أفي به ؟هل إذا خاصمت أحدا أطيل الخصام عن ثلاث ليالي؟ و. . . .الخ من الأسئلة التي سيستشفها من المقاييس سابقة الذكر.
وبالإجابة الصادقة عن هذه الأسئلة و غيرها ,يستطيع الإنسان أن يكتشف إن كان منافقا أم يخدع نفسه بأنه مؤمن و بأنه يحمل حقيقة الإيمان. وإذا وجد في نفسه شيئا من صفات المنافق , فعليه بتغيير نفسه و انتشالها قبل أن تقع في المرض القلبي المميت , وهذا بيد الإنسان نفسه , لا بيد غيره. و هذا يظهر جليا في النظرية القرآنية القائلة:"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ( الرعد:11 ) . فالإنسان أعرف بنفسه من غيره كما قال الله تعالى في الآية الكريمة :" بل الإنسان على نفسه بصيرة"(القيامة :14) . و لهذا أعطاه الله القدرة على تغيير نفسه إذا عزم على ذلك و توكل على الحي الذي لا يموت.
a_a_m_h_bعضو نشيط - عدد الرسائل : 249
تاريخ التسجيل : 16/11/2006
الحد الفاصل بين الصراحة و الوقاحة
الحد الفاصل بين الصراحة و الوقاحة
بعض الناس تعتبر أن ما تقوله هو الصراحة و الصدق بعينه و أنها بعيدة تماما عن النفاق .و لكنها لم تضع في اعتبارها أن كان ما تقول صراحة أم وقاحة!
وهنا رجعت مرة أخرى للمعجم لوضع الفارق اللغوي أولا .معنى صراحة:"صفا وخلص مما يشوبه , فهو صريح", صارح بما في نفسه:بينه و أظهره .و صارح فلانا بالأمر : واجهه به ." أما عن كلمة وقاحة فهي "وقح الرجل –(يوقح) وقاحة :قل حياؤه و اجترأ على اقتراف القبائح و لم يعبأ بها.
يوجد خط رفيع جدا بين الصراحة و الوقاحة. فقد يكون أساسهما في الحديث واحد ألا و هو الصدق و قول الحق . وفى هذه الآونة , يكون الاختلاف في طريقة عرض هذه الحقيقة على الآخر. فالشخص الذي يطرح الحقيقة بعد إلباسها لباس مهندم و جميل حتى يراعى شعور الآخر فهذا شخص صريح و ليس منافق , لأنه يقول الحقيقة ولكن بطريقة لطيفة و خفيفة على المتلقي حتى لا يشعر هذا الآخر بالخجل أو الضيق و لكن يتقبل ما يقال له بصدر رحب.و يستطيع المتلقي في هذه الحالة الاستفادة من الحقيقة دون شعوره بالخجل أو الإحباط و قد تساعده هذه الحقيقة على إعادة اكتشاف نفسه فيصلح مما فيها من خطأ . أما قول الحقيقة دون مراعاة شعور الغير فهذا شئ مؤسف و بهذا يكون هذا الشخص وقح , يؤدى بالمتلقي إلى الهلاك و الكره لهذا الشخص وعدم الاستفادة من هذه الحقيقة فقد يشعر بالإحباط و الاكتئاب.
في النهاية أستطيع أن أقول أن المجاملة هي نفسها الصراحة وذلك لأنك إذا بحثت في المعجم لن تجد كلمة مجامل و لكن تجد كلمة صريح التي تفيد بيننا في الكلام الدارج بأنها المجامل. فنحن من نفصل الكلمتين و نقول على من يقول الحقيقة في لباس مهندم انه مجامل و على من يقول الحقيقة بطريقة فظة على انه صريح رغم انه في الحقيقة وقح و ليس صريح . و المشكلة أننا نقول على الشخص الذي يكذب و لا يقول الحق مراعاة لشعور الغير انه مجامل في حين انه في الحقيقة منافق وذلك لأنه يستطيع أن يقول الحقيقة في لباس جميل دون كذب .
a_a_m_h_bعضو نشيط - عدد الرسائل : 249
تاريخ التسجيل : 16/11/2006
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى