هل التربية الناجحة تعترف بالعقاب ؟
صفحة 1 من اصل 1
هل التربية الناجحة تعترف بالعقاب ؟
التربية والتأديب :
اعلم أن النفس مجبولة على شيم مهملة ، و أخلاق مرسلة ، لا يستغني محمودها عن التأديب ، و لا يكتفي بالمرضي منها عن التهذيب ، و التأديب يلزم من وجهين : أحدهما ما لزم الوالد لولده في صغره ، و الثاني ما لزم الإنسان في نفسه عند نشأته و كبره .
فأما التأديب اللازم للأب فهو أن يأخذ ولده بمبادئ الآداب ليأنس بها ، و ينشأ عليها ، فيسهل عليه قبولها عند الكبر ، لاستئناسه بمبادئها في الصغر لأن نشأة الصغير على الشيء تجعله متطبعاً به ، و من أغفل في الصغر كان تأديبه في الكبر عسيراً .
التأديب هو التربية و نوع منها و ذلك باْن تروض الطفل وتعلمه وتغرس فيه الوعي حسب مستوى عـقله ، فموضوع الضرب ليس وارداً في التأديب وهو تماماً كالعملية الجراحية التي لا نلجأ إليها إلا بعد استنفاد كافة الوسائل ، فالضرب سلاح ذو حدين قد ينقلب إلى نتيجته عكسياً و مفعوله آني مؤقت ، فقد يرتدع الآن ولكنه سيتمرد يوماً خصوصا إذا أصبح الضرب قوته اليومي الذي اعتاد عليه ، أو سبب له الضرب إحساسا بالقهر والإذلال لا سيما إذا ضرب أمام أخوته أو أصدقائه ، فانه وقتها سيشعر أن كرامته أهينت فكما للطفل كرامته كذلك الكبير إلا إنه يعبر ويتمرد أما الطفل الصغير فلا .. لذلك مشكلة بعض الآباء والأمهات والمعلمين في المدارس اْنهم لا يصبرون على الأبناء لذلك تأتى النتائج على المستوى التربوي سلبية ولا تحمل أي إيجابيات فأنت تعالج إنساناً عقله متحرك وطبعه متحرك ، فيجب أن تصبر عليه حتى تصل إلى النتائج جيدة ، لكن إن سدت الطرق لإصلاحه و لا ينفع غير الضرب حينها يجوز الضرب على يكون ضرباً تأديبيا غير مبرح و موجع و غير مؤذٍ له ، وهنا نشير بأنه ينبغي ألا نضرب الطفل إذا كانت الأعصاب متوترة والنبي(ص) نهي عن الأدب وقت الغضب ولذلك عندما تريد أن تؤدب تلميذك أو ابنك ينبغي أن تكون هادئ الأعصاب حتى تدرك مواقع الضربة فلا تؤذيه وبالتالي فلا تحقره ، يقول ابن مسكويه : " و على الوالدين أخذهم بها أي حمل الأولاد على مراعاة الفضائل " و بسائر الآداب الجميلة بضروب من السياسات من الضرب إذا دعت إليه الحاجة أو التوبيخات ، و يرى ابن الجزار القيرواني أنه : " لا بد لمن كان كذلك ( عسر التأديب ) من إرهاب و تخويف عند الإساءة ، ثم يحقق بالضرب إذا لم ينجح التخويف " مع أن للضرب آثاره النفسية و الاجتماعية المدمرة التي يُحذر منها ، و لهذا يقرر ابن سينا أن المؤدب إذا اضطر إلى معاقبة الطفل فلا يلجأ إلى العقوبة إلا عند الضرورة بعد أخذه بأساليب الترهيب و الترغيب و الإيناس و الإيحاش و الإعراض و الإقبال و الحمد و التوبيخ "فإن احتاج إلى الاستعانة باليد لم يحجم عنه ... بعد الإرهاب الشديد و بعد إعداد الشفعاء " .
فالتربية في المقام الأول تأديب و تهذيب في إطار المثل و التعاليم و القيم التي أمر بها الإسلام و زكاها ، و كان الرسول (ص) الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه هو المثال الأعلى لكل إنسان في التأديب و حسن الخلق و لن يصل إلى هذا المثال إلا بأسلوب تأديبي يعني به المربون في تنشئة الصغير و تشكيله و تطبيعه يقول (ص) : " ما نحل والد ولداً أعظم من أدب حسن " ، و طالب الآباء بضرورة التفرغ لتأديب صغارهم فقال : " ألزموا أولادكم و أحسنوا أدبهم " و جعل هذا التأديب من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله فقال : " لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع على المساكين " فعلى الوالدين أن يتبعا أقوال أهل البيت في كيفية تربية الولد و البنت ، وتغيير أسلوب التعامل تدريجياً في مراحل العمر المختلفة " داعبوا أبنائكم سبع ثم أدبوهم سبع وصاحبوهم سبع ثم اتركوا لهم الحبل على الغارب " .
و في الختام اختم بحكمة قالها العلامة السيد هادي المدرسي حيث قال عن التربية : " التربية ، فن - كفن السياقة - مهارة عملية تكتسبها، وليست موهبة فطرية تولد بها".
فيا أيها الآباء و الأمهات تفننوا في تربية أبنائكم و أحسنوا إليهم كما أحسن الله إليكم
" ألزموا أولادكم و أحسنوا أدبهم "
جعفر عبد العزيز الصفار
اعلم أن النفس مجبولة على شيم مهملة ، و أخلاق مرسلة ، لا يستغني محمودها عن التأديب ، و لا يكتفي بالمرضي منها عن التهذيب ، و التأديب يلزم من وجهين : أحدهما ما لزم الوالد لولده في صغره ، و الثاني ما لزم الإنسان في نفسه عند نشأته و كبره .
فأما التأديب اللازم للأب فهو أن يأخذ ولده بمبادئ الآداب ليأنس بها ، و ينشأ عليها ، فيسهل عليه قبولها عند الكبر ، لاستئناسه بمبادئها في الصغر لأن نشأة الصغير على الشيء تجعله متطبعاً به ، و من أغفل في الصغر كان تأديبه في الكبر عسيراً .
التأديب هو التربية و نوع منها و ذلك باْن تروض الطفل وتعلمه وتغرس فيه الوعي حسب مستوى عـقله ، فموضوع الضرب ليس وارداً في التأديب وهو تماماً كالعملية الجراحية التي لا نلجأ إليها إلا بعد استنفاد كافة الوسائل ، فالضرب سلاح ذو حدين قد ينقلب إلى نتيجته عكسياً و مفعوله آني مؤقت ، فقد يرتدع الآن ولكنه سيتمرد يوماً خصوصا إذا أصبح الضرب قوته اليومي الذي اعتاد عليه ، أو سبب له الضرب إحساسا بالقهر والإذلال لا سيما إذا ضرب أمام أخوته أو أصدقائه ، فانه وقتها سيشعر أن كرامته أهينت فكما للطفل كرامته كذلك الكبير إلا إنه يعبر ويتمرد أما الطفل الصغير فلا .. لذلك مشكلة بعض الآباء والأمهات والمعلمين في المدارس اْنهم لا يصبرون على الأبناء لذلك تأتى النتائج على المستوى التربوي سلبية ولا تحمل أي إيجابيات فأنت تعالج إنساناً عقله متحرك وطبعه متحرك ، فيجب أن تصبر عليه حتى تصل إلى النتائج جيدة ، لكن إن سدت الطرق لإصلاحه و لا ينفع غير الضرب حينها يجوز الضرب على يكون ضرباً تأديبيا غير مبرح و موجع و غير مؤذٍ له ، وهنا نشير بأنه ينبغي ألا نضرب الطفل إذا كانت الأعصاب متوترة والنبي(ص) نهي عن الأدب وقت الغضب ولذلك عندما تريد أن تؤدب تلميذك أو ابنك ينبغي أن تكون هادئ الأعصاب حتى تدرك مواقع الضربة فلا تؤذيه وبالتالي فلا تحقره ، يقول ابن مسكويه : " و على الوالدين أخذهم بها أي حمل الأولاد على مراعاة الفضائل " و بسائر الآداب الجميلة بضروب من السياسات من الضرب إذا دعت إليه الحاجة أو التوبيخات ، و يرى ابن الجزار القيرواني أنه : " لا بد لمن كان كذلك ( عسر التأديب ) من إرهاب و تخويف عند الإساءة ، ثم يحقق بالضرب إذا لم ينجح التخويف " مع أن للضرب آثاره النفسية و الاجتماعية المدمرة التي يُحذر منها ، و لهذا يقرر ابن سينا أن المؤدب إذا اضطر إلى معاقبة الطفل فلا يلجأ إلى العقوبة إلا عند الضرورة بعد أخذه بأساليب الترهيب و الترغيب و الإيناس و الإيحاش و الإعراض و الإقبال و الحمد و التوبيخ "فإن احتاج إلى الاستعانة باليد لم يحجم عنه ... بعد الإرهاب الشديد و بعد إعداد الشفعاء " .
فالتربية في المقام الأول تأديب و تهذيب في إطار المثل و التعاليم و القيم التي أمر بها الإسلام و زكاها ، و كان الرسول (ص) الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه هو المثال الأعلى لكل إنسان في التأديب و حسن الخلق و لن يصل إلى هذا المثال إلا بأسلوب تأديبي يعني به المربون في تنشئة الصغير و تشكيله و تطبيعه يقول (ص) : " ما نحل والد ولداً أعظم من أدب حسن " ، و طالب الآباء بضرورة التفرغ لتأديب صغارهم فقال : " ألزموا أولادكم و أحسنوا أدبهم " و جعل هذا التأديب من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله فقال : " لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع على المساكين " فعلى الوالدين أن يتبعا أقوال أهل البيت في كيفية تربية الولد و البنت ، وتغيير أسلوب التعامل تدريجياً في مراحل العمر المختلفة " داعبوا أبنائكم سبع ثم أدبوهم سبع وصاحبوهم سبع ثم اتركوا لهم الحبل على الغارب " .
و في الختام اختم بحكمة قالها العلامة السيد هادي المدرسي حيث قال عن التربية : " التربية ، فن - كفن السياقة - مهارة عملية تكتسبها، وليست موهبة فطرية تولد بها".
فيا أيها الآباء و الأمهات تفننوا في تربية أبنائكم و أحسنوا إليهم كما أحسن الله إليكم
" ألزموا أولادكم و أحسنوا أدبهم "
جعفر عبد العزيز الصفار
a_a_m_h_bعضو نشيط - عدد الرسائل : 249
تاريخ التسجيل : 16/11/2006
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى